عدد المساهمات : 1082 البلادك : الامارات العربية المتحدةتاريخ التسجيل : 28/11/2009 الموقع : توتال
موضوع: احتكار سوق الهواتف المتحركة عالمياً غير ممكن الأحد يوليو 25, 2010 7:44 am
قال تقرير لصحيفة «فايننشيال تايمز»، إنه لن تتمكن أي من الشركات المصنعة لأجهزة الهاتف المتحرك من احتكار السوق العالمية كاملة، لأن آليات المنافسة في عالم الهواتف المتحركة تختلف عما كانت عليه في عالم أجهزة الكمبيوتر الشخصي، مؤكداً أن التنافس المحموم بين الشركات حالياً يصب في مصلحة المستهلك. تنافس شديد وتفصيلاً، يقول التقرير «عملاً بالمبدأ القائل: إن لكل ثورة ضحاياها، فإن لثورة الهاتف المتحرك التي تجتاح العالم، وما يتصل بها من تقنيات، ضحايا، نتيجة صراع التنافس، بعد أن قامت هذه الثورة التكنولوجية على أكتاف شركات الكمبيوتر وقطع غياره، وشركات البرمجيات، فجاء احتدام المنافسة في ما بينها لمصلحة المستهلك الذي انتقل من جهاز الكمبيوتر إلى الكمبيوتر الشخصي الخفيف (لاب توب)، إلى الهاتف الذكي الذي يتضمن مختلف تسهيلات الاتصالات، بما فيها الانترنت، والبلوتوث، ما يسلط الأضواء على البرامج، والمنافسة الشديدة بين مصمميها ومطوريها». وفي يونيو الماضي، أطلقت شركة «أبل» جهاز «آي فون 4»، الذي بيع منه 1.7 مليون جهاز خلال ثلاثة أيام، بينما سحبت شركة «مايكروسوفت» هاتفها المتحرك الجديد «كن» بعد شهرين من طرحه في الأسواق، وهو ما تسبب في هزات في الإدارة العليا في الشركة، في حين تخطط شركة «نوكيا» لطرح هاتف متحرك هو الأحدث في سلسلة الهواتف الذكية، بعد شهرين من تحذيرات بشأن الأرباح، كما تمكن نظام التشغيل «أندرويد»، المدعوم من شركة «غوغل»، من ضرب «مايكروسوفت ويندوز فون». احتدام الصراع وكان طبيعياً أن يشتد الصراع بين العملاقتين «أبل»، و«مايكروسوفت» حول صناعة الكمبيوتر الشخصي، خلال ثمانينات القرن الماضي، لكن «أبل» تستعيد دورها منافساً شرساً ومتجدداً لـ«مايكروسوفت»، التي سلبها نظام التشغيل «اندرويد» دورها. ومن المثير حقاً، الاعتقاد أن معركة تنافس شديد ستعم أسواق العالم بشأن سلسلة الهواتف الذكية، ولايزال عدد كبير من الناس ينتظر من رئيس شركة «أبل»، ستيف غوبس، أن يكرر خطأه بتقديم منتج ذي شعبية عريضة، وأن يعلق هذا المنتج في أزمة، غير أن هناك من يستبعد حدوث ذلك، على الرغم من المنافسة القوية بين هواتف «آي فون»، و«بلاك بيري»، و«اندرويد»، و«سيمبيان»، و«بالم». ولن تتمكن أي من الشركات المصنعة لهذه الأجهزة من احتكار السوق العالمية كاملة، لأن آليات المنافسة في عالم الهواتف المتحركة تختلف عما كانت عليه في عالم أجهزة الكمبيوتر الشخصي، ففي صناعة الهواتف المتحركة يزداد التركيز على البرمجيات، على حساب الأجزاء الصلبة والمكونات المادية، كلما كان الهاتف الذكي أكثر تقنية. وفي عام 1982 كان لنظام التشغيل «أم.أس.دوس» الذي طرحته «مايكروسوفت» نصيب الأسد في أجهزة «آي.بي.أم» للكمبيوتر الشخصي. وتقوم صناعة معظم الأجهزة الذكية، والأدوات الحساسة على تكامل دور البرمجيات مع الأجزاء الصلبة في أجهزة الحاسب الآلي، على الرغم من أن دور البرمجيات يبقى الأقوى، لكن تبقى هواتف «آي فون»، و«أندرويد» الأكثر نشاطاً، وزخماً، والأعلى سعراً في الأسواق. أزمة «نوكيا» وخلال الربع الأول من العام الجاري تراجعت حصة أجهزة «سيمبيان» المدعومة من «نوكيا» في السوق العالمية إلى 44٪، بينما ارتفعت حصة «آي فون» من 11 إلى 15٪ عام ،2009 وارتفعت حصة «أندرويد» من 2 إلى 10٪. وتواجه «نوكيا» أكبر أزمة لها منذ تحدي شركة «سامسونغ» لها عام .2004 وفي هذا الشأن قال أحد كبار المسؤولين في «نوكيا»، آنسي فانجوكي: «لا ننكر أننا حالياً أمام تحد، وعلينا أن نقاتل، وأن نصد الضربات التي اقتربت من وجوهنا وأيدينا». وتأمل «مايكروسوفت» الحد من تراجعها وتدهور وضعها، من خلال ما تعلقه من آمال على جهازها «ويندوز فون 7»، ما يقدم إجابة شاملة عن تساؤل يطرحه البعض: لماذا تتجه السوق العالمية الى وضع الرابح الأكبر والمحتكر الأول؟ وفي سياق الإجابة، يمكن الإشارة إلى ثلاثة أسباب هي: أن شركة «أبل» هي الأفضل في التمركز ومن حيث الوضعية العامة، وأنه ليست هناك آلية حصينة في سلسلة الهواتف الذكية كما كان الأمر في أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وأن حراس عالم صناعة الهواتف المتحركة هم بائعو قطع الغيار والزوائد (الاكسسوارات)، والسماعات، ولهؤلاء مصلحة حيوية في التنوع. وعليه فإن هذه الثورة التكنولوجية لن تنتهي بسيطرة فريق بعينه أو طرف واحد.
